لم يكن لمحطة الترام مقعد ،
فجلست على السور الحجرى تنتظر ، بالقرب من بقعة الضؤ الوحيدة عند نهاية الكوبرى.
مسحت بيدها قبل ان تجلس بعبائتها السوداء ،
ابعدت الطفل الذى تحمله من فوق كتفها قليلاً ،لتعدل من وضع طرحتها باهتة اللون .
آخر ترام الى " المكس " لم يمر بعد ،
تنظر الى النحية التى سيأتى منها ، ولا ترى سوى فراغ الطريق فوق الكوبرى .
من الزقاق الضيق الموازى لترعة " المحمودية " ، خرج رجلان ،
وعبرا الطريق بسرعة إليها .
رأتهما فوضعت الطفل على الأرض جوارها .
يبتسم وجهها تدريجياً بأضطراب حين يقتربان .
احدهما اقترب منها وهمس فى اذنها ،
يده تحسست جسدها بهدؤ ،
الآخر يوجه لها بيديه اشارات إباحية ،
.ويضحك الثلاثة
. لا وحياة امك ..." ... تقولها بينما تدفعه برفق بعيداً عنها ، وتستمر فى الضحك بعصبية "
يتحسسها سريعاً مرة اخرى فبل ان يبتعد الأثنان،
تلتقط الطفل الذى ابتعد قليلاً ،
تنظر فى اتجاه الترام الذى لم يأت ،
تنظر فى اتجاه الذين ابتعدوا ،
تحتضن الطفل .... وتتوقف عن الضحك.
tadwina-43444507-tadwina