Friday, April 6, 2012

السفندر


سلالم البيت الخشبية تحت اقدامه الصغيرة المتسللة تصدر صرير منخفض وتميل اكثر ، رائحة العفن القادمة من الدور العلوى المهجور وخوفه من العناكب لن يوقفه الآن ، يتحسس بيده الجدار الرطب فى الظلام يدفع الباب الغليظ ، وأخيرا يرى النور.يسير فوق السطح المضطرب ، يقف على السور الواطئ ، يرفع زراعيه بأستقامة الى جنبه .يشعر بهواء الميناء يتسلل برفق تحت قميصه، ينعش مسام جلده، ويشعر بأنه بالكاد يلمس الأرض .خطوة أخرى ويطير ، بالتأكيد يطير

...........................................................................................

 لا يوجد امامه سوى بقع ضوء مصفرة للمصابيح التى تؤنس ظلام  الطريق ، يرفع ياقة الجاكت الجلد ، ليصد الهواء المتسلل من النافذة المغلقة ، وبحث عن دفئ ما فى صوت اليسا الطالع من السماعات .
نور السيارة البعيد يبدو غائما امامه ، يشبه عينان متقدتان ، لكنه بعيد جداًيرفع من صوت اليسا ويفتح كل النافذة .يتجمد وجهه تقريبا لكنه يبتسم وهناك  تبدوا العينان بعيدتان جداً
...................................................

يركن التناية امام القهوة وقبل ان يأخذ اول رشفة يرن المحمول .يسمع الخبر من الجانب الآخر ولا يرد .

رغم موتها وعريها امامه ، كان خائفا ان تصحوا لتلومه على شئ ما
ربما على حلم لا يذكره.

............................................................................................ 

يدان قويتان تمسك به ، تنزعه من الهواء ،تمنعه من الطيران
تجره من اذنه على السطح الخشن .تجلسه امامها وتصرخ" لو طلعت هنا تانى  .. هخلى السفندر ياكلك "يعرف "السفندر" جيداً ، رآه اكثر من مرة فى الخرابات وفوق الأسطح الخشبية وقرب بيوت الصفيح على " العلواية" حيث  حذرته امه مرارا من الذهاب الى هناك ، لكنه لا يذكر من تفاصيله المخيفة غير عينيه ، شعلتان متقدتان .دوما ما تنقذه يدى امه قبل ان يخطفه بأسنانه الحادة ويطير بعيداًحلف انه لن يصعد هنا ثانية وهو يحاول الهروب من "الخرطوم" فى يدها .................................................................................

دفنها ولم يطق الوقوف للعزاء ، احس بأنه يحتاج الى هواء جديد يملأ به صدره الضيق .ركب "التناية" ،رفع ياقة الجاكتالجلد ، وشغل أليسا ليبحث عن دفئ ما
........................................
.العينان المتقدتان للوحش الأسطورى تقترب منه مهددة بينما يزيد هو من سرعته. ارتعدت يده على الدركسيون وهو يسمع زمجرته القريبة ، ويكاد يشم  انفاسه المليئة برائحة  ذكريات اطفال كئيبة محترقة.

" مش خايف منك"يرفع يده عن الدركسيون ، يدوس بنزين بقوة ويشعر بالهواء يتسلل اسفل قميصه ببرود هادئ.
يشعر بخفةالآن
بالتأكيد هو يطير .